نتحدى
حول الشعار
تواجه الصحافة المستقلة اليوم منعطفاً صعباً ولحظات فارقة. فمع وقف
التمويل المفاجئ، وتصاعد الضغوطات السياسية، وتفاقم الإقصاء
الاجتماعي، تتعرّض الركائز الأساسية للصحافة المستقلة لتحديات
ملموسة. كما أن التقدم التكنولوجي وثورة الذكاء الاصطناعي يعيدان
تشكيل كل جانب من جوانب الصناعة الإعلامية، بدءاً من إنتاج المحتوى،
ووصولًا إلى طرق استهلاكه، مما يفرض إعادة التفكير جذرياً في
الممارسات المتبعة منذ زمن طويل. وفي العالم العربي، تتضاعف هذه
التحديات بسبب واقعٍ قاسٍ يشمل القتل، والرقابة، والترهيب، والصراعات
المستمرة، والتحولات السياسية العاصفة.
في ملتقى أريج السنوي هذا العام،"نتحدى" ليس مجرد شعار بل هو التزام
بالثبات على القيم الإنسانية والمهنية، والمرونة والابتكار وقوة
العمل الجمعي. وكعادته، سيكون الملتقى مساحة ديناميكية يلتقي فيها
الصحفيون والصحفيات والإعلاميون والإعلاميات وقادة غرف الأخبار
والأكاديميون والأكاديميات ومدققو ومدققات المعلومات والمحامون
والمحاميات والداعمون والداعمات لكل نواحي الصحافة المستقلة لمواجهة
هذه التحديات مباشرة. وسيحظى الحضور بفرصة فريدة للمشاركة في نقاشات
معمقة، وورش عمل تدريبية، وجلسات تفاعلية واجتماعات تشاركية تستكشف
استراتيجيات مبتكرة للاستمرار، وتحقيق التطور في المشهد الإعلامي
المعقد اليوم إقليمياً ودولياً.
من خلال المشاركة، يكتسب الحضور رؤى عميقة عبر الاستماع إلى خبرات من
الميدان تنبت أساليب مبتكرة للاستمرار والتغلب على العقبات
والتحديات. كما يستكشف الحضور تقنيات مجرّبة وأدوات عملية
واستراتيجيات رقمية تساعد في مواجهة تحديات تقلص التمويل والتطور
السريع للتكنولوجيا.
يُعد الملتقى فرصة للتواصل والتعاون، حيث يتيح بناء روابط هادفة بين
الحضور من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، وتعزيز الجهود المشتركة التي
تتجاوز الحدود التقليدية.
سيتمكن الحضور كذلك من استكشاف حلول تكيّفية تركز على السرد الصحفي
المرن، والتغطية الأخلاقية، والسعي وراء المعلومة الموثقة حتى في
أصعب الظروف. كما يُعد الملتقى فرصة لتعزيز الإعلام المستقل
والمشاركة في نقاشات تتمحور حول تعزيز المساءلة والشفافية، والدور
الحيوي الذي يلعبه الإعلام المستقل في دعم المجتمعات الديمقراطية.
"نتحدى"، شعارنا هذا العام، هو دعوة للوقوف معاً، والتكيف مع المشهد
المتغير، والمضي قدماً بشجاعة وثقة. في ملتقى أريج السنوي الثامن عشر
دعوة لمناقشة القضايا الملحّة التي تواجه الصحافة اليوم، وتأكيد على
تمكين المشاركين والمشاركات بالمهارات والتشبيك اللازم لمواصلة العمل
الدؤوب من أجل دعم الإعلام المستقل في العالم العربي وخارجه.